كان طلال مداح يرحمه الله في عام ١٤٠٣هـ ، في شريط كاسيت يغني في غرفة الأخ منصور شجاع : نام الطريق يا عيوني أنا !!
لعبت الأغنية بمشاعري وكياني .. خطوت ناحية غرفة الأخ منصور وجدته يتجهز للذهاب لحضور محاضرة في الكلية ، قال وهو خارج : اقفل الباب والمسجل !
قلت له : أما الشريط فهذا آخر عهد لك به !
أخذت الشريط ووضعته في شنطتي وقد جهزت نفسي للنزول إلى بيش بعد حضور المحاضرة !
في تمام الساعة الرابعة عصرا خلصت المحاضرة ، لم يبق جيزاني في أبها ذلك اليوم تقريبا وفِي تلك الساعة إلا أنا !
يا لهفة المشتاق .. أخرج من الكلية وجدت زميلا ، قال : هيا !
قلت : أريد العامود بالعقبة .. قال : أوصلك القمر ، مَش عقبة ضلع !!
أوصلني ، ركبت مع صاحب سيارة هايلكس غمارتين ، لا يوجد معه أحد !
قلت له : ممكن أسمع هذا الشريط ؟
قال : حطه ، وضعت الشريط ، وبدأ صوت الأرض يرج المكان وتلك المنحنيات والمنعطفات : نام الطريق يا عيوني أنا !!
وأنا مرة أغني معه ومرة أنظر لصورتي في مرآة السيارة فأعجب بها وبتشخيصتي وبشعري حتى أكاد ألحق ( نرجس ) فأسقط من السيارة ، ويمضي الوقت وتنتهي الأغنية ، وأعيدها من جديد ، وأترنم معها .. وسائق السيارة ينظر إلي متعجبا وصار مبسوط من الأغنية . وصلت درب بني شعبة ، قال : أنا رايح للشقيق !
قلت : يعني أنزل ؟
قال : والله إني ما ودي أنزلك ، لكن مضطر .. أدخلت يدي في جيبي كي أحاسبه أجرته ، رفع يديه : والله ما آخذ قرش .. أنت نفست علي طول الطريق وآخذ عليك أجرة ، روح الله يستر عليك وعلى ناس أنت منهم !
نزلت ، وفيه سيارة بتتحرك ، قلت : بيش ؟!
قال : هيا .. ركبت في السيارة ثلاثة كلهم في المقعد الخلفي ، ركبت مع السواق !
قلت : ممكن أسمع هذا الشريط ؟ ونظرت له وللذين في الخلف ! ، قالوا : أسمع !
وأحط طلال : نام الطريق يا عيوني أنا .. ونمشي ، وانتهت الأغنية وأعيدها وأنتهت وأعيدها وعلى مقربة من وادي سر ، أردت أعيدها قال السواق : خلنا نسمع ماهو وراها من أغاني ، توقفت ! جات أغنية : يا حول ما انت على خبري .. وتمضي الدقائق وأصل بيش ، وأنزل على الخط فوق وأمشي وألقى صاحب دباب يركبني حتى البيت .. أول ما وصلت البيت وبعدما سلمت على الوالدة وأختي .. أحط الشريط في المسجل وأحطه على الجدار وأسمع طلال : نام الطريق يا عيوني أنا وأرفع الصوت كله .. أذن مغرب قفلت المسجل ورحت أصلي .. رجعت على طول للمسجل أفتحه ، ما فيه شريط ! أنادي : يا ولدة من هو شل الشريط من المسجل ؟!
أشرت برأسها لناحية معينة !!
فهمت .. ومن يومها معد سمعت حتى هذه الأيام طايح فيها ..
نام الطريق ياعيوني انا
نام الطريق وسهرت انا
يخطوه عذبها البعاد
يدمعه ذوبها السهاد
تعب الطريق متعبت انا
سامع ندايا يا قمر
حاسس معايا بالسهر
والا انت واخداك النجوم
من الفرحه ما تقدر تنوم
ناسيني جنبك يا قمر
ناسيني حتى من الهموم
نام الطريق ياعيوني انا
نام الطريق وسهرت انا
يخطوه عذبها البعاد
يدمعه ذوبها السهاد
تعب الطريق متعبت انا
عشاق الليالي والهوى عشاق
سهروا الليالي والنوى المشتاق
عشاق الليالي يا حاسين بحالي
طالت مشاوير العذاب
صارت امانينا سراب
يخطوة عذبها البعاد
يا دمعة ذوبها السهاد
تعب الطريق ما تعبت أنا