د . ضيف الله مهدي
اليوم الجمعة الموافق ١٨ محرم من العام ١٤٤٧هـ وفي جامع الفقهاء بمحافظة بيش خطب فضيلة الشيخ الأستاذ حسن بن يحيى الأعجم خطبة عظيمة تخص ثلاثة أرباع المجتمع وربما المجتمع كله من شباب مقبلين على الزواج وفتيات وآباء وأمهات ، حيث تحدث عن تكاليف الزواج والليالي التي استحدثتها بعض الأسر حتى أصبحت تكاليفها مدمرة للمال والصحة والاستقرار الأسري ، سواء ليلة الحناء أو ليلة الحمل والعضية وتوديع العزوبية ليالي ما أنزل الله بها من سلطان ، وتعب الشباب المقبلين على الزواج بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الذهب والملابس والأغنام والمواشي وقصور الأفراح ، واستدل في خطبته بآيات الذكر الحكيم وقول وهي سيد الأنبياء والمرسلين والعالمان والصالحين .. وأجاد وأفاد .. ولي تعليق ومقترحات
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) وفي بعض الروايات فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج يعني الزواج . والباءة تتمثل في ثلاثة أمور :
1ـ القدرة المالية ، حيث يستطيع دفع المهر والصرف على الأسرة وفتح بيت وجميع التكاليف.
2ـ القدرة النفسية ، حيث يستطيع فتح بيت وتكوين أسرة ورعايتها وحمايتها والتصرف السليم تجاهها وتحمل الطواريء التي تطرأ .
3ـ القدرة الجنسية والجسمية حيث يستطيع الزوج القيام بمهامه تجاه زوجته وإشباع غرائزها . فإذا توافرت جميع تلك الأمور من الباءة فتأخير الشخص زواجه غير مناسب وغير جيد وربما يؤدي تأخيره للزواج إلى أمر لا تحمد عقباه وربما يدخل في أمور تضره هو . أما إذا توفر الأمر الأول ولم يتوفر الأمر الثاني والثالث فالأفضل له ألا يتزوج . وإن توفر الأمران الثاني والثالث ولم يتحقق الأمر الأول فعليه بالصبر والصوم حتى يحصل على المال ثم يتزوج . ولعل مما يؤخر زواج الشباب عدة أمور ومنها : غلاء المهور وكثرة تكاليف الزواج وعدم توفر المال . فالكثير من الشباب يتخرجون في الجامعات ثم لا يحصلون على وظائف فيتأخر زواجه ، أو يجد وظيفة ولكن الراتب قليل لا يفي بمستلزمات ومطالب الزواج وبذلك يتأخر زواجه . والقليل جدا من يتأخر زواجه بسبب أنه يريد أن يبقى حرا طليقا ولا يربط نفسه بزوجة وأسرة ويريد أن يشبع رغباته بالسفريات والسياحة وغير ذلك . وللزواج المبكر فوائد كثيرة دينية وصحية ونفسية ، وإذا رزقه الله بأبناء ففي يوم من الأيام سيشاهد ابنه البكر وسنه قريبا من سنه وكأنه أخ له وليس ابنا وفي هذا راحة نفسية ونعمة وفضل .
والزواج ينمي ويطور العلاقات الإنسانية .
تعريف العلاقات الإنسانية :
يعرف البعض العلاقات الإنسانية بأنها : المعاملة الطيبة التي تقوم على الفضائل الأخلاقية والقيم الإنسانية السوية التي تستمد مبادئها من تعاليم الأديان السماوية وترتكز على التبصر والإقناع والتشويق القائم على الحقائق المدعمة بالأسانيد العلمية وتجافي التضليل والخداع بكافة مظاهره وأساليبه.
أهداف العلاقات الإنسانية :
1ـ تحقيق التعاون بين العاملين في المجتمع الواحد وتعزيز الصلات الودية والتفاهم الوثيق وتقوية الثقة المتبادلة.
2ـ زيادة الإنتاج وهي نتيجة مترتبة على زيادة التعاون .
3ـ إشباع حاجات الأفراد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وتحقيق أهداف التنظيم الذي يعملون فيه.
4ـ رفع الروح المعنوية بين أفراد المؤسسة التربوية ومن ثم يتوافر الجو النفسي العام لصالح العمل والإنتاج.
وقد حدد ديننا الحنيف أهم المبادئ التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية ، وهي :
1ـ التواضع :
2ـ التشجيع : قال الله تعالى :{ ولا تنسوا الفضل بينكم } .
3ـ التعاون : قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } .
4ـ الشورى : قال تعالى{ وشاورهم في الأمر } .
5ـ العدل قال الله تعالى : { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى }. فالموضوعية والبعد عن التحيز من أهم سمات العدل.
6ـ القدوة الحسنة : قال تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً حيث ألف بين القلوب وجمع الناس من حوله بتلك الأخلاق.
7ـ المسؤولية : قال الرسول عليه الصلاة والسلام : { كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته } فالشعور بالمسئولية يؤدي إلى الإحساس بالإيثار وحب الآخرين .
8ـ الرحمة : قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } . فالرحمة بين العاملين في أي مجال تعتبر أهم ركائز العلاقات الإنسانية . عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس ) رواه البخاري .
وفي الختام
حتى ننهي مشكلة التكاليف فلابد من :
- الوقوف ضد الليالي والأيام الانبثاقية التي استحدثها الناس وإيقافها .
- توحيد أسعار الاستراحات والقصور.
- على القصور والاستراحات المساهمة مع العريس.
- تحديد زمن ووقت ينتهي فيه الاحتفال وليكن للرجال الساعة الحادية عشرة والنساء الثانية بعد منتصف الليل ويقفل القصر أو الاستراحة.