بقلم د. احمد بن يوسف البقمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
اليوم سوف اتحدث عن شخصية عظيمة ومحبوبة وهي شخصية غنية عن التعريف والجميع لاتخفاهم سيرتة العطرة الرائعة ولكن قلمي ياسادة أبى إلا ان ينال ويكتب شيء من تاريخه وسيرته الطيبه وفي الحقيقة هو ليس بحاجة الى ان اكتب عنه ولكن ذكريات الدراسة وايام زمان ومقالاته واسهاماته ومؤلفاته في الوقت الحالي ومايقدم من علم ومعرفة واستشارات تناديني ان اكتب عن هذا العملاق الكبيرهرم الجنوب المؤلف الذي يقف وراء كتاب "النظرة الضيقة" الذي قام بتأليفه وأثرى المكتبة العربية بمحتواه العميق والمحفز على التفكير. وبصفته مشرفًا تربويًا سابقًا ، تتجلى في كتاباته ومؤلفاته خبرة واسعة في التعامل مع الجوانب الإنسانية والنفسية ، ما يمنحه رؤية فريدة في تحليل القضايا المتعلقة بالصحة النفسية والمفاهيم المجتمعية. انه سعادة الدكتور ضيف الله حسين مهدي ، القامة العلمية والإعلامية والمعلم والمتخصص في علم النفس ، ليس فقط متخصصاً بارزاً في علم النفس، بل هو أيضاً الصوت الذي ارتبط اسمه بمحافظة بيش والمنطقة بأسرها. لقد كان ولا يزال من أكثر الشخصيات التي تحدثت عن بيش ، وقدمت برامج إذاعية عبر الأثير، عاكساً حبّه العميق لوطنه الكبير المملكة العربية السعودية وحبه لمحافظته بيش والتي ينقل عنها صورة مشرقة عن ثقافتها وتراثها وأهلها.
ما يميز الدكتور ضيف الله بشكل لافت هو شغفه الكبير بمحافظة بيش وأهلها وأهل المنطقة المحيطة بها ومنطقة جازان كافة. لم يكتفِ بالحديث عن بيش في المحافل الخاصة أو الأكاديمية ، بل حمل على عاتقه مهمة أن يكون سفيراً لبيش عبر وسائل الإعلام . لقد قدم الدكتور ضيف الله برامج إذاعية عديدة عبر الإذاعات المختلفة ، خصص جزءاً كبيراً منها للتعريف بمحافظة بيش وما حولها.
كانت البرامج الإذاعية بمثابة نافذة للعالم على جماليات بيش وتراثها العريق . تحدث عن تاريخها ، عن عادات وتقاليد أهلها الأصيلة ، عن طبيعتها الخلابة ، وعن إنجازات أبنائها في شتى المجالات. لم يغفل الجانب الإنساني ، فكان يتحدث وينشر شخصيات واعلام من بيش ويسلط الضوء على قصص نجاحهم ، ويسهم في إبراز الجوانب المضيئة من حياة الناس في المحافظة . كانت اسهاماته الاعلامية ليست مجرد سرد معلوماتي ، بل كانت تعكس جوانب مضيئة يشع نورها في كل كلمة .
وبعمق معرفته بعلم النفس ، كان الدكتور ضيف الله يدرك أهمية الهوية والانتماء. لذلك ، كانت مشاركاته الصحفية والإذاعية تتجاوز مجرد الوصف لتلامس الوجدان كان صحفيا من الطراز الاول فمقالاته عديدة منها التوعوي والنصائح والادب والثقافة كانت كل الصحف تنشر مقالاته وكنت انا ممن يتابع مقالاته الهادفة ولازالت بعض الصحف موجودة عندي واحتفظ بها الى الان وهو اول صحفي قدمني في لقاء في جريدة البلاد وكان له زاوية مخصصة بعنوان الطيرالأخضر، كان يكتب فيها عن محافظة بيش في ذلك الوقت . كان ولا يزال قلمه وصوته يحملان دفئاً خاصاً وهو يتحدث عن الميراث الشعبي والفني وعن القصص التي تتوارثها الأجيال ، وعن أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي . انه جسراً يربط بين الأجيال ، وينقل قيمة الماضي إلى حاضر يتطلع للمستقبل . لم تقتصر جهود الدكتور ضيف الله على بيش فقط بل امتدت لتشمل المنطقة كاملة مساهماً في تعزيزالوعي الثقافي والتراثي . مايخطه قلمه يمثل للناس مصدراً للمعلومة الموثوقة والكلمة الصادقة، وهو ما أكسبه احترام ومحبة الناس في كل مكان .
احبه الجميع وحب الناس للدكتور ضيف الله حسين مهدي لم يكن نابعاً من مكانته العلمية فحسب ، بل من كونه صوتاً أصيلاً معبراً عنهم وعن منطقتهم لقد شعروا فيه بالصدق والإخلاص في كل ما يقدمه لهم . وهذا الحب تزايد مع كل معلومة اوتوجيه او استشارة او مقال يكتبه ويقدمه ، ومع كل كلمة قالها عن بيش وأهلها. كانوا يرون فيه الابن البار الذي لم ينسَ جذوره والذي يسعى جاهداً لإبراز ما تتمتع به منطقته من خير وجمال.
لقد كرس الدكتور ضيف الله جزءاً كبيراً من حياته لخدمة مجتمعه ، سواء من خلال تخصصه في علم النفس ، أو من خلال دوره كإعلامي متميز. ولا يزال اسمه يتردد في الأذهان كواحد من أبرز المخلصين والمحبين لمحافظة بيش والمنطقة ، تاركاً إرثاً إعلامياً وثقافياً لا يمحى وسيضل منقوشا على جدار الوقت والزمان الى الابد .
الدكتور ضيف الله حسين مهدي بعد التقاعد من عمله مشرفا تربوي ومتخصص في علم النفس اصبح الان اكثر تواجد في خدمة المجتمع بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان التربية والإشراف التربوي ، حيث قضى سنوات طويلة مشرفاً تربوياً متميزاً ، لم يتوقف الدكتور ضيف الله حسين مهدي ، الحائز على درجة الدكتوراه في علم النفس ، عن تقديم علمه وخبرته للمجتمع. فتقاعده لم يكن نهاية لمسيرته المهنية ، بل بداية لمرحلة جديدة من العطاء والالتزام بخدمة الناس ، مستفيداً من تخصصه الدقيق في علم النفس وانارة المجتمع وبناء الصحة النفسية السليمة .
لم يركن الدكتور ضيف الله للراحة بعد التقاعد بل وجد في هذا الوقت فرصة أكبر للتفرغ لما يحب ويؤمن به : علم النفس في خدمة المجتمع . إنه يقدم الآن استشارات نفسية متخصصة للأفراد والعائلات ، مستفيداً من سنوات خبرته الطويلة في التعامل مع مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية خلال عمله التربوي . هذه الاستشارات ليست مجرد توجيهات أكاديمية ، بل هي نتاج فهم عميق للنفس البشرية ، مدعومة بالتعاطف والحكمة. كما يشارك الدكتور ضيف الله بفعالية في المبادرات المجتمعية المتعلقة بالصحة النفسية. ويقدم ورش عمل ودورات توعوية في المراكز الاجتماعية والجمعيات الخيرية ، متناولاً قضايا مثل الضغوط النفسية ، التكيف مع التغيرات الحياتية ، وبناء العلاقات الأسرية السليمة. والطريقة الصحيحة لتربية الابناء ويسعى من خلال هذه الأنشطة إلى نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية ، وتقديم أدوات عملية للأفراد لمواجهة تحديات الحياة اليومية.
ربما تجده الآن أيضاً يكتب مقالاته الادبية والمجتمعية والمتخصصة في علم النفس للمنشورات المحلية أو على المنصات الرقمية ، ليساهم في إثراء المحتوى العربي في هذا المجال الحيوي . أو ربما تجده في لقاءات مع الشباب ، ينقل إليهم خبرته الحياتية والعلمية ، ويوجههم نحو مستقبل أفضل . لقد تحول التقاعد بالنسبة له إلى مرحلة من العطاء غير المشروط حيث يسخرعلمه لراحة وسعادة الآخرين . أما حب الناس للدكتور ضيف الله فهو أمر لم يتغيرمع تقاعده بل ازداد رسوخاً. لقد اكتسب هذا الحب ليس فقط بصفته الأكاديمية والتربوية ، بل لأنه إنسان متواضع ، طيب القلب ، ومستعد دائماً لمد يد العون . وخلال سنوات عمله كمشرف تربوي ، ترك بصمة إيجابية في نفوس الكثير من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، كانوا يجدون فيه السند والمرشد ، وصاحب الكلمة الطيبة والمشورة الصادقة .
هذا الحب يظهر اليوم في تهافت الناس عليه لطلب المشورة ، أو لمجرد التحدث معه والاستماع إلى حكمته. يشعرون بالراحة في حضوره ، ويجدون في نصائحه ما يعينهم على تجاوز الصعاب. إنه يحظى بتقدير كبير في مجتمعه ، ليس فقط لأنه يحمل درجة الدكتوراه ، بل لأنه يحمل قلباً كبيراً مليئاً بالإنسانية والوفاء . ابتسامته الدائمة وكلماته المشجعة تجعله شخصية محبوبة ومقربة من كل من حوله كبيرا اوصغيرا ، وقد أصبحت علاقته بالمجتمع أعمق وأكثر اتساعاً بعد أن تفرغ تماماً لما يحب .
إن الدكتور ضيف الله حسين مهدي يجسد نموذجاً حياً للمتقاعد الفعال الذي لا يتوقف عن العطاء ، بل يجد في التقاعد فرصة أوسع لخدمة وطنه ومجتمعه بما آتاه الله من علم وحكمة.
لقد عرفت الدكتور ضيف الله حسين مهدي ، تلك الشخصية الفذة التي عُرفت ببعدها التربوي العميق ، لم يكن مجرد مشرف تربوي أو متخصص في علم النفس وحسب ، بل كان معلماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كان معلمي في الصف السادس الابتدائي وكان مرجعا لنا في كل الدروس وخاصة الدينية والادبية والتاريخية كان حبه العميق للوطن يصل الينا من خلال تشجيعه لنا بان نكون فاعلين في خدمة الوطن عبر دراستنا وبعد ان نتخرج لانه كان يعتبر خدمة الوطن جزءاً لا يتجزأ من رسالته في الحياة .
وقبل أن يكون صديقاً أو أخاً أو حتى مستشاراً. لقد كان مشجعا لجميع المواهب ولايوجد طالب من طلاب الدكتور ضيف الله مهدي الا وله اليوم مكانة كبيرة في مجتمعه وعضوا فاعلا وناجح في بناء المجتمع ، منذ عرفته كانت ولازالت روحه المرهفة وحسه الثقافي العالي يضفيان على وجوده بعداً آخر، فهوشاعر وملحن ومثقف وفنان صاحب إحساس عالٍ وثقافة موسيقية غنية رجل متزن في كل شيء والاتزان عند الدكتور ضيف الله لم يكن مجرد صفة عابرة ، بل كان منهج حياة يتجلى في كل جانب من جوانب شخصيته. إنه ذلك الرجل الذي يمتلك القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بهدوء وحكمة وشجاعة ، بعيداً عن التهور أو التسرع . سواء في حياته العملية أو في استشاراته النفسية ، أو في ظهوره الإعلامي قراراته متأنية ، ونظرته شاملة ، مما جعله محط ثقة واحترام الجميع وانا واحد منهم ،،،،