بقلم: د. ضيف الله مهدي
يُعدّ الرمز الوطني الغنائي، فنان العرب الدكتور محمد عبده، ظاهرة فنية لن تتكرر، وبصمة خالدة في جبين الأغنية العربية. ولقد صدق القول ذات مساء: "اثنان لن يتكررا، في الكورة ماجد عبد الله، وفي الطرب والفن محمد عبده".
مكانة فنان العرب الفريدة
على الرغم من أن فنان الجيل الأول، الفنان الراحل طلال مداح -يرحمه الله-، يبقى هو الفنّان الأقرب لقلبي، إلا أن محمد عبده يتربّع على عرش الفن الخليجي والعربي. إنه "فنان العرب" بامتياز، ولن يستطيع أحد أن يصل إلى مقامه أو يزاحمه قمة هرم الفن التي اعتلاها عن جدارة واستحقاق.
لقد تنوع عطاء محمد عبده وشمل كل جوانب الحياة، فهو الذي غنى للوطن بالعديد من الأعمال الخالدة، منها:
"أوقد النار يا شبابها"
"أكبرت مجدك تياها على الأفق"
"حدثينا يا روابي نجد"
"كلنا فيصل وكلنا خالد"
"رفرفي أعلام عز المملكة"
"الله أحد وأرضي بعد"
"فوق هام السحب"
"نعم نحن الحجاز ونحن نجد"
"يا طالب الجنة"
"لا إله إلا الله"
وغيرها الكثير والكثير من الأغاني الوطنية والحماسية، كما غنى للحب، وغنى للمجد، وغنى للنفس والإنسان، وغنى للأم... حتى لا تكاد تذكر شيئاً إلا ومحمد عبده قد غنى له.
محمد عبده: الفنان والإنسان
إن شخصية محمد عبده لا تقتصر على الفنان المبدع فحسب، بل تمتد لتشمل محمد عبده الإنسان ذو الأيادي البيضاء على الكثيرين. هو الذي أخذ بأيدي فنانين كُثر وصنعهم وقدّمهم وأبرزهم، وهو صاحب المواقف النبيلة والأصيلة.
إنه الملحن والمبدع والشاعر، صاحب الابتسامة المشرقة والنكتة والبساطة. لقد أسعد محمد عبده الملايين بأغانيه، فيا ما أذهب الحزن عن قلوب الكثيرين بأغنية واحدة، مثل:
"يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر... دنياك يا زين ما تستاهل الضيقة" (المواساة).
"لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك" (الاعتذار والود).
"أبعتذر عن كل شيء... إلا الهوى ما للهوى عندي عذر" (التعبير عن مكنونات القلوب).
"يوم اقبلت صوت لها جرحي القديم" (وصف حالات الحب والصدف).
"ما به فرح يا معذبي وانته لحد غيري" (العلاج والمصالحة مع الذات).
لقد تحدّث محمد عبده بقلوب الكثير من الناس، واعتذر بلسانهم.
رمز خالد في ذاكرة الجميع
أحدث محمد عبده نقلة كبيرة ومفصلية للأغنية السعودية والخليجية والعربية. إنه رمز خالد لن ينساه الفن ولا التاريخ ولا الوطن ولا الناس، ولن تنساه الأرض ولا الجبل ولا البحر ولا السهل ولا المدينة ولا القمر ولا الشمس ولا الطريق ولا الدرب ولا السكة ولا الليل ولا النهار، ولا الأم ولا الأب ولا الزرع ولا الثمر ولا المطر ولا الحب ولا العيد ولا الأخ ولا الأخت.
حتى الذي يكرهك ويعاديك لن يستطيع أن ينساك!
أنت رمز وطني أيها الدكتور الفنان محمد عبده.







