بقلم د. ضيف الله مهدي
مطر البارحة والهواء الشديدة ولم أكن بالخارج حتى أحس بالهواء وهل قبل المطر عجاجة أم لا ؟! ، لكن شعرت أن فيه هواء شديد وحيث التيار الكهربائي انقطع مع أول برق ووشيل .. تداعت المعاني حتى عام ١٣٩١هـ ، حيث كنت أدرس في الصف الثاني الابتدائي في عام ، نشرت عشية ونزل المطر غزيرا جدا أغرق الحطب والورث والموافية وامتلأت المزاقر بالمياه والحقل صارت في كل مكان .. أجبرنا في عشة صغيرة لها كابة واحدة ميمنة أنا وولدتي وجدتي شقراء الله يرحمهما وأخوتي أحمد وآمنة وفاطمة ، أما حسين ما كان موجود ، وكان عند جدتي السيدة صوعانة الله يرحمها !!
وما انتهى المطر إلا الشمس قديها بتغرب . توقف المطر وخرجنا نساقي في قبلنا بالمياه هههههههه ثم بدأ نلعب ونعمل بالفناجين بيوت ومرة ندفن أقدامنا ثم ننسلها خفيف ليتكون لنا بيتا جميلا أو كهفا جميلا نمد أيدينا داخله لنصلحه فيكون سكنا وندخل بعض الأشياء .. أقول لفاطمة وآمنة يرحمها الله : الليلة بنتعشى رز !!
وكنت في غاية الفرح والسرور بالمطر واللعب وأننا بنتعشى رز .. فنحن كنا لا نأكل الرز إلا إذا نزل المطر الغزير ، حيث الحطب لا يشتعل والورث والموافية تمتلئ بمياه الأمطار . اجتمعت النساء عند عمتي زهراء فهي التي معها طباخة !!
أخذت ولدتي معها حوالي كيلو رز وجات عمتي شقراء برزها وأقبلت ولدتي مريم بقدرها وفيه رز وخالتي لاحقة مع عمتي شقراء .. قربوا الطباخة واشعلوا الفتايل وحطت عمتي زهراء القدر حقهم بدأت شعلة الطباخة قوية ثم بدأت تخفت ، أدركت عمتي شقراء ذلك ، قالت : قاز الطباخة خلص !
نادت : يا ضيف الله ، تعال روح عبي هذه القارورة قاز من أبوك حمود وإلا أبوك خلاف واعطوني شرية في مشرى .. حمود طرشي وخلاف شوعي الله يرحمهما كل واحد معه دكان ويبيعون قاز حيث يوجد في برامل خارج الدكان ، وأدغرق وألقى أبوي حمود مقفل وأروح لأبوي خلاف والناس قد صلوا مغرب والدنيا ظلام ومعه فانوس يتفتف .. يبه خلاف : هبلي قاز في هذي القارورة !
يا بوك ما أرى كفي والبرامل برى وتشا جهدة حتى أفتحها !! والله يا يبه خلاف الطباخة طفيت واحنا طباخة عليها ومقد خمد رز عمتي زهراء !!
طيب خلني أعين لهذا الجالون فيّه قاز ؟
يطبب حتى وصل للجالون ويفتحه ويصب في القارورة شي فيها وشي على الأرض حتى امتلأت وزبرها بورقة وأعطاني .. حط الشرية في الزنبيل هذا !
وأحط الشرية في الزنبيل وأعود أجري ، وأصل ويصبون القاز في الطباخة وترجع تشعل من جديد وهم محجية على الطباخة بمجولة من جهة وبصندوق شاهي خشب من جهة لا تطفى الطباخة من الهواء .. خمد رز عمتي زهراء وتحط ولدتي مريم لبوتها وَيَا الله هاه حتى خمد رزها واحنا حواليهم مرة نلعب ومرة يطعمونا بالرز خمد وإلا لا .. وتحط ولدتي لبوتها أو القدر وتبدأ تطبخ حتى خمد رزنا وتشل ولدتي القدر وتروح واحنا وراها .. بقيت عمتي شقراء وخالتي لاحقة .. تقول : تروحون ما تقعدون تبسطون معنا حتى يخمد رزنا ؟!
ما احد تسمع لها .. روحنا بيتنا !!
يا الله يا ولدة حطي العشاء !!
ترجوا شوية لأبوكم يروح من البلاد قديه ذلحين في الطريق يتعشى معاكم !!
متصامقة ومتهاولة متى يصل أبوي !!
شوي وإلا المجدوع ينقع بذاك الناهق واحنا تراصينا من على الشباري .. والله أبونا وصل !!
ولدتي تقول خرط يا محمد بسرعة الجهلة جياع ومترجين لك !
يخرط أبوي العلف من على ظهر المجدوع ويحطه في مكان ويطرح للفران ويحط المجدوع في الشكال ويغسل يديه ويقعد يتعشى معانا رز وشوية صلصلة وطير عربي ..
صور ومشاهد أخرجتها من مخبئها من اللاشعور عندما تداعت المعاني مع نزول المطر في عصرية هذا اليوم الجميل .
.jfif)
