د. ضيف الله مهدي
اعتدت أن أعلق كل جمعة على خطبة الجمعة وخاصة التي تلقى في جامع الفقهاء بمحافظة بيش .. ودائما خطيب جامع الفقهاء بمحافظة بيش الشيخ الأستاذ حسن بن يحيى الأعجم يبدع في خطبه التي يلقيها كل يوم جمعة .. أمس الجمعة الموافق ٢٧ ربيع الأول من عام ١٤٤٧هـ ، كنت مسافرا في حالة طارئة فلم أحد الفرصة للصلاة .. وبالمناسبة فصلاة الجمعة والاستماع للخطبة لا تجب على المسافر، بل يلزمه صلاة الظهر قصرًا ركعتين في وقتها ، ولا تجمع مع صلاة العصر لا جمع تقديم ولا جمع تأخير . ورغم عدم وجوبها، يُستحب للمسافر أن يشهد صلاة الجمعة مع المسلمين إن حضرها، فإن فعل ذلك أجزأته عن صلاة الظهر. ووقت صلاة الجمعة كنت في مكان خال من السكان والعمران اللهم إلا من السيارات المسافرة شمالا وجنوبا .
ويُحظر على جماعة المسافرين إقامة الجمعة بأنفسهم في السفر، حيث إن ذلك غير مشروع ويعتبر بدعة، كما أنه لا ينبغي لهم ترك صلاة الجماعة من أجل السفر. ولا ترك صلاة الجمعة .. يعني لا يعتاد السفر كل يوم جمعة وبالتالي تفوته خطبة وصلاة الجمعة . ويذكر الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :" المسافر لا تلزمه الجمعة، لكن إذا حضرها أجزأته، إذا مر ببلد، وصلى معهم أجزأته، وإلا فلا تلزمه، وقد صلى النبي ﷺ في حجة الوداع يوم الجمعة صلاة الظهر يوم عرفة، ولم يصل جمعة؛ لأنه مسافر، صلاها ظهرًا، كان يصلي في أسفاره ظهرًا، ولا يصلي جمعة".
ولذلك راسلني البعض أمس يسأل عن مقالي الأسبوعي الذي هو تعليق على خطبة الجمعة ، فرديت بأني مسافر .. وصل الأمر إلى فضيلة الشيخ حسن الأعجم خطيب جامع الفقهاء فارسل لي بتسجيل كامل للخطبة الأولى والثانية ، وكانت خطبة في غاية الروعة والجمال وكعادته حفظه الله ، فما كان لي إلا أن أخربش بالتالي : " الشكر على النعم ، وأهمها نعمة الإسلام ونعمة رسول الإسلام والصحة في الأبدان والأمن في الأوطان هي أهم النعم التي يجب علينا دائما وأبدًا شكر الله سبحانه وتعالى عليها وحمده.
وشكر الله على النعم واجب شرعي ودستور لحياة السعادة والبركة، ويشمل الاعتراف بالمنعم، والتفكر في النعم، والتعبير عنها باللسان، والأعمال القلبية والبدنية كالإيمان والتقوى .
ومن صيغ الشكر والحمد : " سبحانك اللهم وبحمدك، سبحانك رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضاك أؤدي به شكرك وأستوجب به المزيد من فضلك اللهم لك الحمد كما أنعمت علينا نعماً بعد نعم ولك الحمد في السراء والضراء ولك الحمد في الشدة والرخاء ولك الحمد على كل حال".
وقيل : الحمد لله أبلغ وأعلى من صيغة: الشكر لله؛ وذلك أن الحمد أعم وأشمل لأنه إثبات لسائر صفات الكمال، فالشكر داخل فيه، كما قال أهل العلم . لأن الحمد يكون على النعم وعلى غيرها، كأن تثني على شخص لحسن أخلاقه، وأما الشكر فلا يكون إلا عن يد ، أي نعمة وإحسان، فمن حمد الله تعالى، فقد شكره، وأثنى عليه.
ومن صيغ الحمد والشكر أيضا : اللهمَّ لك الحمد والشكر في الأولى، ولك الحمد والشكر في الآخرة، ولك الحمد والشكر من قبل، ولك الحمد والشكر من بعد، وآناء الليل وأطراف النهار، وفي كل حينٍ ودائماً وأبداً". "الحمد لله حبّاً، والحمد لله شكراً، والحمد لله يوماً وشهراً، والحمد لله عُمراً، ودهرا والحمد لله في السرّاء والضراء، والحمد لله على ما قسمه الله لنا".
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك".