في خطوة تؤكد التزام دول مجلس التعاون الخليجي بتعزيز مسيرة التحول الرقمي والتعلم الذكي، عقدت اللجنة الدائمة لمسؤولي التعليم الإلكتروني بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعها الرابع والعشرين. استضاف المركز الوطني للتعليم الإلكتروني بمدينة الرياض هذا اللقاء الهام، الذي شهد مشاركة فاعلة من ممثلي الدول الخليجية الست، مما يعكس الرغبة المشتركة في تحقيق تكامل إقليمي في مجال التعليم العالي.
وشهد الاجتماع تمثيلاً مميزاً من الجامعات السعودية، حيث شاركت جامعة جازان ممثلةً في المشرف على مركز التعليم الإلكتروني، الدكتور تركي الحرملي. وقد أكد الدكتور الحرملي على أن جامعة جازان تولي أهمية قصوى لمواكبة التوجهات الخليجية الحديثة في التحول الرقمي والتعلم الذكي. وتعمل الجامعة جاهدة للإسهام بفاعلية في تطوير منظومة التعليم الإلكتروني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بهدف رفع جودة التعليم ودعم الجهود المشتركة للتكامل الإقليمي في هذا القطاع الحيوي.
الذكاء الاصطناعي: محور المناقشات الاستراتيجية
تركزت أجندة الاجتماع حول عدد من المحاور الاستراتيجية والمفصلية لمستقبل التعليم العالي في المنطقة. وقد جاء في مقدمتها مناقشة التوجهات الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي وكيفية حوكمة تطبيقاته لضمان الاستخدام الأمثل والأخلاقي لهذه التقنيات الواعدة.
ولعل أبرز ما تم بحثه هو العمل على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لغوي خليجي موحد. يهدف هذا النموذج إلى دعم التعليم الإلكتروني وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، مما يمثل خطوة نوعية نحو تكييف التقنية مع الخصوصية اللغوية والثقافية الخليجية.
نحو استراتيجية خليجية موحدة
اختتم الاجتماع أعماله بمناقشة وتبني عدد من التوصيات الطموحة التي ترسخ العمل المشترك. كان من أهم هذه التوصيات:
اعتماد استراتيجية خليجية موحدة للذكاء الاصطناعي في التعليم الإلكتروني، لتوجيه الجهود والموارد نحو أهداف مشتركة.
تعزيز البنية التقنية وجودة البيانات في الجامعات، باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه كافة تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
إن مخرجات هذا الاجتماع تبرهن على الوعي المتزايد بأهمية توحيد الجهود لمواجهة تحديات المستقبل في قطاع التعليم. من خلال تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسيع أثرها، تسعى دول مجلس التعاون إلى ضمان جودة التعليم العالي وتعزيز مكانته التنافسية إقليميًا وعالميًا. هذا التضافر في الرؤى والخطط يمثل حجر الزاوية لمستقبل مشرق للتعليم في الخليج.
بقلم سعود بن احمد البقمي - كلية العلوم . جامعة جازان





